المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

اليونسكو: ألف مسجد دمر في سوريا أشهرهم “الأموي”

اليونسكو: ألف مسجد دمر في سوريا أشهرهم “الأموي”

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أن 6 مناطق تأريخية في سوريا دمرتها الحرب الدائرة منذ 15 مارس 2011.

والتي أتت على قرابة ألف مسجد، بالرغم من التحذيرات التي أطلقها الخبراء حول ذلك.

وبجانب الخسائر في الأرواح والممتلكات، فقد دمرت الحرب في سوريا – التي تحتفظ بأماكن أثرية كثيرة؛ كونها عاصرت عدد من الحضارات التاريخية – الآلاف من الأماكن ذات المكانة التاريخية في البلاد.

جاء ذلك في قائمة أعدتها المنظمة – تحت اسم "الإرث العالمي".

واشتملت قائمة منظمة اليونسكو على الأماكن التاريخية في دمشق وبصرى وحلب ومنطقة "بالميرا" التأريخية (تدمر)، وقلعة حلب، والقرى التاريخية شمال سوريا.

وصنفت اليونسكو الأماكن التي تحمل إرثاً تاريخياً قديماً، ضمن قائمة "إرث عالمي تحت الخطر"، مبينةً أن أضراراً كبيرة لحقت بعدد كبير من الأضرحة التاريخية، والمتاحف والأسواق القديمة، إلى جانب المساجد.

كما حولت هجمات طائرات النظام مسجد "عمر" الموجود في منطقة بصرى الشام بمدينة درعا إلى ركام، حيث أُنشئ المسجد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

ولحقت أضرار بالغة بمئذنة وقبة مسجد "خالد بن الوليد"، الواقع في حي الخالدية بمدينة حمص، حيث تسببت الصواريخ وقذائف الهاون بتدمير ضريح الصحابي خالد بن الوليد، الموجود داخل المسجد تدميراً كاملاً.

كما تسببت قذائف المدفعية بإلحاق أضرار بالغة بقلعة حلب، المنشأة منذ العصور الوسطى، كما دمرت الحرب أسوار قلعة "صلاح الدين الأيوبي" التي أنشئت عام 1188، بينما تحول سوق حلب القديم، والذي يعود بتأريخه إلى آلاف السنين تحول إلى رماد، في أكتوبر 2012، نتيجة اندلاع النار به جراء القذائف التي تساقطت عليه.

وبحسب وكالة الأناضول للأنباء فإن أكثر الأماكن التأريخية تضرراً نتيجة الحرب هي المساجد التاريخية، والتي كان من أبرزها وأقدمها وأكبرها المسجد الأموي في حلب، الذي تحول إلى مقر للحماية من قبل قوات النظام، حيث سوّت قوات النظام مئذنة المسجد بالأرض، التي تم إنشاؤها في القرن الثامن، ثم جدُدت في القرن الثالث عشر.

كما تسببت هجمات قوات النظام بواسطة مدفعية الدبابات والطائرات والصواريخ وقذائف الهاون إلى تدمير السور الشرقي للمسجد، الذي يحتوي على نسخ من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد والتي لا تقدر بثمن، فيما أصبح المسجد غير صالح لإقامة شعائر العبادات بداخله بعد الدمار الذي لحق به.

ونال مسجد "حضرة زكريا" بمدينة حلب قسطاً كبيراً من الدمار، حيث يوجد داخل المسجد ضريح النبي "زكريا"، كما يحتفظ المسجد بداخله بعدد من الأمانات المقدسة، من قبيل شعرات من لحية النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" الشريفة، وأحد أسنانه، ويعتبر المسجد بالنسبة للحضارة الإسلامية بأنه ذو قيمة أثرية نفيسة.

وأشارت اليونسكو إلى أن الأماكن التاريخية تعرضت للنهب، وتهريب القطع الأثرية إلى خارج البلاد، من قبل المجموعات المسلحة، لافتة إلى أن العديد من المتاحف التي تضم آثاراً تعود للعصور اليونانية القديمة، والرومانية والبيزنطية والعصر الإسلامي قد تعرضت للنهب والتهريب خارج سوريا.

المصدر: المسلم