في الوقت الذي تتسع فيه أزمة دولة جنوب السودان بتمرد بعض القيادات العسكرية على حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت، بدأ السودان -الجار الشمالي للدولة الوليدة – متوجساً من تداعيات تلك الأزمة. ففي حين انتقلت الأزمة من محاولة انقلابية فاشلة – كما تقول جوبا – إلى صراع إثني طائفي، وفق محللين، اتجهت الحكومة السودانية لدعوة الأطراف المختلفة […]
في الوقت الذي تتسع فيه أزمة دولة جنوب السودان بتمرد بعض القيادات العسكرية على حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت، بدأ السودان -الجار الشمالي للدولة الوليدة – متوجساً من تداعيات تلك الأزمة.
ففي حين انتقلت الأزمة من محاولة انقلابية فاشلة – كما تقول جوبا – إلى صراع إثني طائفي، وفق محللين، اتجهت الحكومة السودانية لدعوة الأطراف المختلفة لمعالجة الأمر سياسياً.
وبدا أن حكومة الرئيس السوداني عمر البشير استشعرت خطراً حقيقياً بعد رواج ما يفيد بانتقال بعض المواجهات العسكرية بين الجنوبيين شمالاً، مما يعني تأثر كافة الولايات الحدودية بين القطرين بجانب حقول النفط السودانية الجنوبية إضافة لإمدادات النفط الجنوب سودانية التي تضخ للعالم عبر السودان.
وسارعت الخرطوم للتأكيد بأن أمن واستقرار دولة الجنوب من أمن واستقرار السودان، مشيرة إلى الصلة العضوية للأوضاع في الدولتين الجارتين.
وإزاء الأزمة في جوبا، قال وزير الخارجية السوداني على أحمد كرتي للصحفيين إنّ ما يجري في جوبا يؤثر على السودان، مبدياً أمله باستقرار الدولة الجارة بما يساعد على تطوير العلاقات بين البلدين.
وكانت حكومة جوبا قد أعلنت الاثنين الماضي إحباط محاولة انقلابية، اتهمت فيها نائب الرئيس المقال رياك مشار والأمين العام للحركة الشعبية المقال باقان آموم وآخرين.
وعن تأثير الأزمة في جوبا على السودان، بين خبير الدراسات الإستراتيجية حسن مكي أن السودان سيكون من أكثر الدول تضررا بأزمة جارته الجنوبية، متوقعاً وصول الأزمة الجنوبية إلى المناطق الحدودية بين دولتي السودان خلال الفترة القليلة المقبلة.
ولم يستبعد تأثر منابع النفط الجنوبي بالأزمة، متوقعاً خروجها من إدارة حكومة جوبا في القريب.
وفي تصريحات صحفية إن استمرار القتال في الجنوب سيمنع الحكومة السودانية من الاستفادة من عائدات عبور نفط الجنوب الذي سيتوقف بفعل الحرب بين الأطراف المتصارعة.
وأشار مكي إلى ما أسماه بالصراع الطائفي بين الكاثوليك والبروتستانت، لافتاً إلى وجود حزام للبروتستانت يشمل رواندا وأوغندا وإثيوبيا وكينيا، وجنوب السودان الذي يديره الكاثوليك.
واعتبر الأزمة في دولة جنوب السودان أمراً معقداً "لن ينتهي بسهولة" في ظل صراع بين تيارين يرى كل منهما أحقيته في إدارة الدولة دون سواه.
من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي تاج السر مكي إمكانية تأثر موازنة السودان الجديدة لتضمينها عائدات عبور نفط الجنوب "الذي يرجح توقفه مع استمرار الأزمة".
وتوقع تاج السر توقف تجارة الحدود بين دولتي السودان في حال استمرار الأزمة في جوبا مما يؤثر سلبا على السودانيين شمالا وجنوبا.
وعن طبيعة الأزمة في جوبا، اعتبر تاج السر أنها صراع ظاهره سياسي غير أنه ينطوي في جوهره على القبيلة التي لجأ إليها الجميع، مشيراً إلى مساهمة الأزمة في وجود معارضة الرئيس الجنوبي سلفاكير.
ومن ناحيته يتوقع الخبير العسكري الفريق المتقاعد جلال تاور تأثيرات سلبية للصراع الجنوبي على السودان، مشيرا إلى إمكانية لجوء الفارين شمالا إلى السودان.
ولا يستبعد فتح جيوب للمتصارعين في الحدود السودانية الجنوبية بسبب سعة الحدود بين الدولتين وعدم استطاعة أي منهما السيطرة عليها. ويرى جلال تارو أن انتقال الأزمة شمالا سيعني قطع الطرق التجارية ووقف نقل النفط الجنوبي.
المصدر: الإسلام اليوم