المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

الصحافة في أسبوع (37)

الصحافة في أسبوع (37)

دخول الترابي القصر.. ماذا بعده؟!!

الخــــبـــــــر.. [الانتباهة: السبت 15 مارس 2014م]

أنهى المؤتمر الوطني والشعبي أمس، قطيعة سياسية امتدت لـ 15 عاماً ، حيث التقى الرئيس عمر البشير رئيس المؤتمر الوطني بزعيم المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي ببيت الضيافة لمدة ساعة.

بحضور وفد من الوطني يضم علي عثمان محمد طه، د. نافع علي نافع، الزبير أحمد الحسن، إبراهيم أحمد عمر، إبراهيم غندور، عوض الجاز، مصطفى عثمان إسماعيل، ومن الشعبي عبد الله حسن أحمد، بشير آدم رحمة، كمال عمر.

التــــعـليــــــــق..

في البدء، قال الترابي للعميد – وقتها – عمر حسن أحمد البشير، (اذهب إلى القصر رئيساً، وسأذهب إلى السجن حبيساً).. وما أن خرج الرجل من سجنه الاختياري، حتى اقترب من القصر، أكثر من الرئيس نفسه!!..

وكاد أن يمسك الصولجان بيده!!.. لولا أن بادره الرئيس، بارتداء البذة العسكرية، والإطاحة به خارج أسوار القصر.. ولينتهي به الأمر بالذهاب إلى السجن عدة مرات، جبيساً على الحقيقة لا المجاز..

هاهو الترابي، يلج باحة القصر، بعد خمسة عشر عاماً، ولكن ضيفاً مدعواً هذه المرة.. التي لها ما بعدها!!.

(ما بعدها) هذا، هو الذي يثير توجس الكثيرين، ويشعل ارتعابهم، لأنه يعيد إلى ذاكرتهم ماضي يجتهدون في محوه، خاصة هذه الأيام !!..

وعلى رأس هؤلاء المتوجسين، الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وآخر رئيس وزراء سوداني..أطاحت به الإنقاذ في العام 1989م..

الصادق المهدي بالرغم من علمه التام بمجيء اللقاء في إطار لقاءات الرئيس بقيادات القوى السياسية، ضمن مبادرة الحوار الوطني، إلا أن كل ذلك لم يمنع أطياف الذكرى الموجعة أن تطوف برأسه، فتدفعه إلى الصراخ: (سنعارض وحدة"الوطني والشعبي" حال عودتهما إلى المربع الأول..) وفسَّر المربع الأول بأنه 10 سنوات من التمكين أذاقوا فيها البلاد الويلات!!.

فإذا كان الصادق المهدي، الأكثر اقتراباً من الإنقاذ، تفزعه هذه الرؤيا!!..فالآخرون مثل الحزب الشيوعي، والبعث العربي ..إلخ، لا شك أنهم أشد فزعاً!!..

مع أنهم هم جميعاً، فرحوا بالترابي حينما خرج عن بيت طاعة البشير، ودخل بيت عصيانهم، فألصقوه بهم، لفوه بلحافهم!!..

وربما كان ذلك هو مصدر خوفهم.. فالرجل الذي لديه القدرة على تبديل مواقفه، مثل قدرة الحيّة على تبديل جلدها.. يستطيع يبلغ الشوط الذي يخشون!!..

أليس هو القائل (لتناقض في مواقفنا السياسية لا يعني شيئاً.. هذا على ما نقضي وذاك على ما قضينا)؟!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحكام قضائية.. أم تهويش سياسي!!

الخــــبـــــــر.. [المجهر السياسي: الجمعة 14 مارس 2014م]

أسدلت المحكمة الجنائية الخاصة بولاية سنار برئاسة مولانا "عبد المنعم يونس" الستار على قضية أحداث النيل الأزرق بإصدار الحكم النهائي غيابياً على والي النيل الأزرق الأسبق الفريق "مالك عقار أير" والأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال "ياسر سعيد عرمان" و(17) مداناً من أعضاء حكومته بالإعدام شنقاً حتى الموت.

وقضت ذات المحكمة في حق (47) من منسوبي الحركة الشعبية بالسجن المؤبد (20) عاماً، وبرأت (34) متهماً لعدم كفاية الأدلة، وأمرت بإطلاق سراحهم فوراً ما لم يكونوا مطلوبين في بلاغ آخر.

التــــعـليــــــــق..

المحاكمات ذات الطبيعة السياسية شيء مفهوم في عالم اليوم، حيث لا يكون الحكم مطلوباً في حد ذاته.. بل هو تسجيل موقف سياسي!!..

ولكن في مثل توقيت هذه المحكمة، فإن ما أصدرته من أحكام، يدعو إلى الضحك!!..

لم تصدر تلك الأحكام عندما كانت الحكومة تتمسك بموقفها الأول، الذي كان متشنجاً في رفض التفاوض مع قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال.. ولم تصدر عندما عادت وعدلت الرفض، إلى قبول مشروط بإلقاء السلاح!!..

هذا قبل أن تنتهي إلى القبول في بتفاوض غير مشروط، ولا حتى بوقف لإطلاق النار!!.. في هذا التوقيت المتراخي بالذات صدرت تلك الأحكام!!.

دخلت الحكومة في مفاوضات متتالية  بإشراف إقليمي مع قادة ذلك القطاع، وما زالت تفاوض، تحت زخات الرصاص، ودخان القصف في كادقلي وغيرها من مدن جنوب كردفان.. ثم تطلع علينا محكمة سنار بأحكام الإعدام تلك..

التي سرعان ما سيمحوها قرار رئاسي، عند أول توقيع على اتفاق يوقع عليه في أديس أبابا.. وهو أمر ليس بمستبعد، في حال ما إذا مضت خطة الحكومة القومية إلى الأمام!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تصريحات تحتاج إلى حسم!!

الخــــبـــــــر.. [اليوم التالي: الخميس 13 مارس 2014م]

وضع عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع بين يدي لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان أمس (الأربعاء) خطة الوزارة لحسم التمرد في دارفور، وكشف الوزير لنواب البرلمان الأوضاع في مناطق التمرد وسير العمليات العسكرية من خلال تقديمه تنويرا عن الأوضاع في مناطق العمليات.

التــــعـليــــــــق..

تترد عبارات الحسم كثيراً عند مسؤولي الدولة هذه الأيام.. فهذا وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين يتحدث عن (خطة لحسم التمرد).. وهذا نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، يتحدث عن (حسم تمرد جبل مرة خلال أشهر الصيف)!!..

مثل هذه العبارات كنّا قد سمعناه من قبل عن تمرد جنوب كردفان والنيل الأزرق!!.

وفي المقابل تشتعل دارفور الآن ناراً.. وتزداد فيها وتيرة الهجمات التي تشنها الحركات المتمردة، وآخرها مليط، التي سقط فيها أكثر من ثمانون قتيلاً، من بينهم أكثر من سبعين من القوات النظامية!!..

ومن قبلها كان الهجوم على سرف عمرة، وغيرها من القرى، بل يتحدث رئيس سلطة دارفور، تيجاني السيسي عن حرق أكثر 53 قرية!!.

بدلاً من التصريحات غير الواقعية، تحتاج الدولة إلى مراجعة شاملة لسياستها الأمنية في دارفور، تلك التي أدت إلى تفجير الأوضاع بالكامل في الإقليم، إلى الدرجة التي فتحت الباب أمام تدخلات خارجية جديدة، حيث تحدثت واشنطن عن فشل اتفاقية الدوحة، وتدعو إلى منبر جديد!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التظاهرات الطلابية .. عودة الرصاص!!

الخــــبـــــــر.. [التغيير: الأربعاء 12 مارس 2014م]

قرر مجلس عمداء جامعة الخرطوم تعليق الدراسة لطلاب الجامعة لأجل غير مسمى على خلفية تظاهرات طلابية حاشدة استشهد فيها الطالب علي أبكر موسى ادريس وجرح اثنان آخران وسط اتهامات للأجهزة الأمنية وأذرعتها الطلابية بالتورط في اغتيال الشهيد في وقت فتحت فيه إدارة الجامعة بلاغاً بالقتل العمد ضد " مجهول".

التــــعـليــــــــق..

أصبح استخدام العنف المفرط، الذي يصل إلى درجة القتل، نمطاً معتاداً في تعامل الأجهزة الأمنية مع الاحتجاجات الشعبية، مهما كان حجمها!!.

وما حدث في احتجاجات جامعة الخرطوم، من اغتيال طالب بالرصاص، وتعليق الأمر ببلاغ ضد مجهول..هو أمر من شأنه أن يزيد الأوضاع المعقدة في البلاد تعقيداً.. خاصة أن الطالب القتيل، والطلاب الذين حركوا الاحتجاجات، ينتمون إلى مجموعات سياسية دارفورية !!.. فما أسهل أن يُساق الأمر باتجاهات جهوية وعرقية!!..

في هذا الوقت بالذات، الذي يدعو فيه الرئيس للحوار الوطني، يجب عليه أن يلزم أجهزته الأمنية، بالتحلي بالانضباط التام، فهناك عشرات الوسائل لفض التجمعات غير إطلاق الأعيرة النارية باتجاه المتظاهرين.. خاصة إذا كانوا طلاباً!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف نقرأ التغييرات في قيادة الشرطة؟!!

الخــــبـــــــر.. [الوطن: الثلاثاء 11 مارس 2014م]

شهدت قيادة الشرطة عدداً من التغييرات التي قضت بإعفاء كلٌ من الفريق شرطة عادل العاجب نائب المدير العام والفريق محمد الحافظ مدير شرطة ولاية الخرطوم والفريق خضر المبارك مدير هيئة الإمداد والفريق الفاتح التيجاني مدير السجل المدني والجوازات، والفريق تاج الدين وديدي مدير إدارة المرور، والفريق عصام علي شريف كما شملت التغييرات الترقية الى رتبة الفريق، لكل من اللواء حسن عبدالرحمن «حطبة» واللواء محجوب ساتي واللواء محمد أحمد علي.

التــــعـليــــــــق..

تجيء التغييرات في قيادة الشرطة، بعد عملية مماثلة واسعة، شهدها جهاز الأمن والمخابرات الوطني، حيث تم إعفاء عشرات الضباط، من مختلف الرتب، من مناصبهم!!..

وهو إجراء جاء إيضاً في أعقاب التشكيل الوزاري، الذي أطاح بأغلب الحرس القديم في الحكومة، بما فيهم الرجال الأقوياء أصحاب النفوذ داخل تلك الأجهزة الأمنية!!.

هذه الإجراءات المتتالية، تعطي إشارات يمكن أن تقرأ في إطار الحدث الكلي، قراءة تجعلنا نعتقد، أنه ربما كان الأمر كله عبارة اجتثاث لمراكز القوى في تلك الأجهزة، وتنقيتها من الارتباطات، بالحرس القديم الذي أطيح به مؤخراً!!..

ربما في إطار صفقة إقليمية لإعادة ترتيب الأوراق!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مزاد علني.. أم إعادة هيكلة؟!

الخــــبـــــــر.. [آخر لحظة : الاثنين 10 مارس 2014م]

أكد الدكتور عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم أنه لا حصانة لأي مبنى أوصى المخطط الهيكلي بترحيله من شارع النيل أو وسط الخرطوم باستثناء القصر الجمهوري، وقطع بأن الترحيل قائم طال الزمن أو قصر لأنه لا رجعة في تنفيذ المخطط الهيكلي. وشدد الخضر خلال مخاطبته افتتاح مستشفى جعفر بن عوف بعد تأهيله وتحويله إلى مرجعي، على المضي قدماً في تفريق وسط الخرطوم من المؤسسات لأنها تسبب الزحام، وقال لا يعقل أن ينادي «الكماسرة عربي عربي» في إشارة منه إلى أن كل المواصلات تؤدي إلى وسط الخرطوم.

التــــعـليــــــــق..

بناء المدن وتخطيطها، أوإعادة هذا التخطيط، دائماً ما يقوم على فلسفة معينة، متعلقة بسهولة الحياة.. وبالنسبة لمركز الخرطوم، هو ليس مركز سكني بالدرجة الأولى، بل هو مركز للمرافق الخدمية،  والمؤسسات الحكومية!!.. وهذا أمر يهم المواطن، حيث ارتباط حياته وعمله كثيراً بالإجراءات الرسمية، المتصلة بتلك المؤسسات..

فلسفة  لجنة تطوير وإعادة هيكلة وسط الخرطوم، من الواضح أنها تقوم على رؤية واحدة، وهي تفريغ وسط العاصمة من الزحام البشري!!..بغض النظر عن ما يوفره وجود المؤسسات في مكان واحد، من زمن، وسهولة وراحة للمواطن.. خاصة أن الإجراءات المتعلقة بجهة حكومية واحدة، عادة ما تكون متناثرة في عدة مرافق.. ولنا أن نتصور، في حال تنفيذ رؤية اللجنة في إخلاء منطقة  وسط الخرطوم (سهلة الوصول)، وتوزيع تلك المرافق على المناطق السكنية، لنا أن نتصور مقدار الجهد البدني، والمادي، الذي سيتكبده المواطن، بالإضافة إلى الوقت الثمين الذي سيفقده، وهو يركض بين هذا المرفق وذاك، للحصول على مجرد توقيع، أو ختم!!.

إن عملاً مثل هذا، إذا كان يرمي إلى تسهيل الأمور بالنسبة للمواطن، يجب أن يكون مصحوباً، بإجراءات أخرى، تجمع الإجراءات الخدمية في مكان واحد، كما هو الحال في الكثير من الدول، التي تبني مجمعات خاصة بالإجراءات الخدمية، فتجمع  مختلف النوافذ الخدمية، لمختلف الوزارات والمصالح الحكومية، في مبنى واحد!!..

هذا بافتراض حسن النية !!.. وإلا فإن الأخبار المتداولة في المجالس، وأوراق الصحف، طافحة بمعلومات، تشي بأن الهدف الحقيقي من وراء إخلاء مركز الخرطوم من المؤسسات والمرافق الخدمية، هو ارتفاع سعر المتر المربع في تلك المنطقة إلى أرقام فلكية!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للكهرباء في السودان قصة!!

الخــــبـــــــر.. [السوداني: الأحد 9 مارس 2014م]

كشفت الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء عن خطة لتقليل الفاقد الكهربائي والذي بلغت نسبته 25% معلنة عن اعتماد خطة للاستخدام الأمثل للطاقة على مستوى قطاع الكهرباء بالبلاد.

وقال مدير الشركة المهندس علي عبد الرحمن علي في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء تعتبر واحدة من الشركات المناط بها تنفيذ خطة كفاءة الطاقة الكهربائية.

وأشار إلى إجراء عدد من الأعمال للتقليل من الفاقد كالصيانات الوقائية والتصحيحية التي تجري في الخطوط والتحميل الأمثل لمحولات الزبائن وكذلك إنفاذ الصيانات الطارئة، مشيراً إلى أن تقليل الفاقد يأتي بالاستخدام الأمثل للمواصفات الفنية الصحيحة في شبكة التوزيع سواء في المحطات أو المحولات أو الخطوط أو خطوط الزبائن وفقاً للمواصفات.

التــــعـليــــــــق..

مازالت عائدات الكهرباء في السودان، خارج الميزانية، بحجة سداد الديون التي ترتبت على إنشاء سد مروي.. ذلك السد الأسطورة، الذي برغم كل ما قيل وكتب عنه، وما استحدث له من وحدات إدارية، ومؤسسات..إلخ..

بالرغم من كل ذلك لم يستطع أن يفي بـ 40% من استهلاك الكهرباء في البلاد!!.. ليس السبب هو كثافة الاستهلاك.. بل بسبب الأخطاء الفنية، والإدارية، وسوء التخطيط، وغياب الدرسات العميقة!!..

وإذا بنا نعود إلى حلول استُخِفَّ بها في السابق، مثل تعلية خزان الرصيرص..بل لجأنا إلى ما هو أسوأ؛ استيراد الكهرباء من إثيوبيا!!.

والآن ما زالت مشاكل الكهرباء هي هي..فاقد كهربائي يبلغ ربع الإنتاج!!.. قطوعات مستمرة!!..ومفاجئة!!.. وخدمة في غاية الرداءة!!.. وهذا في بلد به ثلاثة سدود تولد الطاقة الكهربائية!!..ولا يتجاوز عدد سكانه الـ 33 مليون نسمة!!.

اعتقد أن القضية ليست بعيدة عن الفساد، وسوء الإدارة..وهذا ما توحي به جملة (المواصفات الفنية الصحيحة)!!.
المصدر: شبكة الهداية الإسلامية