شن الشيخ طلال بن يوسف السويل هجوماً عنيفاً على مدربي التنمية البشرية واصفاً إياهم بممارسة الخداع والكذب والضحك على عقول الشباب فضلاً عن عدم معرفتهم لمعايير التنمية البشرية نفسها. وقال في لقاءات مع قيادات شبابية وطلابية وإدارية وسيطة عقدها اثتاء زيارته للسودان في الأيام الماضية إن كثيراً من المدربين الذين يدعون الخبرة في تنمية الموارد […]
شن الشيخ طلال بن يوسف السويل هجوماً عنيفاً على مدربي التنمية البشرية واصفاً إياهم بممارسة الخداع والكذب والضحك على عقول الشباب فضلاً عن عدم معرفتهم لمعايير التنمية البشرية نفسها.
وقال في لقاءات مع قيادات شبابية وطلابية وإدارية وسيطة عقدها اثتاء زيارته للسودان في الأيام الماضية إن كثيراً من المدربين الذين يدعون الخبرة في تنمية الموارد البشرية لا يعرفون مؤشراتها والتي تتمثل في: الصحة والتعليم ومستوى دخل الفرد.
وأضاف لن تجد واحداً منهم يخدم هذه القضايا ولكنهم يتحدثون عن مواضيع عديمة الجدوى العملية، وقد يتطرقون لمواضيع تقدح في المعتقدات كالحديث عن الثقة بالنفس؛ ونحن كمسلمين مأمورين بان نثق في الله وهناك حديث "لا تكلني الى نفسي طرفة عين".
والغريب في الأمر – والحديث ما زال للسويل – أن عملة الولايات المتحدة الأمريكية مكتوب عليها "نثق بالله".
لا يقف النقد على المحتوى التدريبي فحسب بل يتعاده الى خصائص المدربين أنفسهم ومدى توافر شروط التدريب فيهم حيث يقول مختصون: "إن التدريب ليس مادة تدريسية ولو كانت كذلك لتولاها أساتذة الجامعات فهو أكثر من يحمل محتوى تدريبي ولكن التدريب هو نقل الخبرات العملية من خبراء ومشتغلين في مجالاتهم الى المتدربين وهذا ما يفتقر إليه كثير من أدعياء التدريب اليوم".
يقول رئيس مجلس إدارة احدى الشركات العربية الكبرى لدى ﺯﻳﺎﺭﺗﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻤﺼﺮ ﻭﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺣﻀﺮ ﻣﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ – ﺍﻟﻤﺠﺎﻧية – ﻗﺮﺍﺑﺔ 5000 ﺷﺨﺺ، ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺇﻥ ﻧﺼﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺪ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨ ﺩﻭﺭﺓ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ.
ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺇﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺪﺭﺑﺎً ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺤﻠﻴﺎً ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً، وقد كان من ﺑﻴن ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺳﺄﻝ ﻃﻼﺏ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻞ ﻭﺑﺎﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮي، ويعزى أسباب هذا الحرص على أن يصبحوا مدربين للأتي:
1- ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻮﻥ ﺍﻟﻔﺎﻫﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﻭﺫﻭﻱ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺭﺳﻢ، ﻫﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻓﻬﻢ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ.
2- ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﺤﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻮﺭ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100 ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ للمشهورين منهم.
3- ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﻬﻮﻯ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﺍﻵﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻓﻴﺮﻳﺪ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺇﻥ ﻳﺮﻛﺒﻬﺎ.
4- ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻫﻨﺎﻙ life experience degrees' & distance learning degrees' & on line degrees
5- ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺗﻄﺒﻊ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻭ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺑﻮﺭﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ
6- ﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻀﺤﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﻗﻌﻨﺎ ﻓﺘﺠﺪ ﺍﻟﻤﺘﺪﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺤﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺒﻮﺭﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ " ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻪ عن معناه ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺟﻮﺍﺑﺎً.
ويرى آخرون أنه لا توجد ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﺳﻤﻬﺎ – ﻣﺪﺭﺏ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ – بل هناك.. ﻣﺪﺭﺏ ﺳﻠﺔ ﻣﺪﺭﺏ ﺳﻴﺮﻙ ﻣﺪﺭﺏ ﻣﺴﺮﺡ أما ﻣﺪﺭﺏ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ فهي ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ يؤديها مدراء وخبراء ومشتغلون في مجال خبراتهم العملية وينقلون تجاربهم للاجيال اللاحقة، وهذا هو واقع المدربين العالميين في الغرب.
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ لديهم مهن ووظائف بجوار التدريب، أما في بلادنا العربية فهناك فوضى تدريب ولهذا تجد ﺇﻋﻼﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﻤﺪﺭﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺮﻫﻴﺐ ﻣﺤﺮﺭ ﺍﻻﻗﺼﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺛﻢ ﺗﺠﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻟﻢ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ أﺑﺪﺍً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻞ ﺩﺭﺱ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﻗﺮﺃ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭ ﻋﻤﻞ تنزيل ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺖ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺃﺳﺮﻳﺔ ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻄﻠﻖ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ.
ورغم تحامل الكثيرين وانسياق اعداد مقدرة من الشباب خلف هذه الافكار وترديدها – بلا وعي – بما ينقض عملية التدريب برمتها إلاّ أن هناك انتقادت يجب اخذها في الاعتبار والنظر اليها بجدية فهي صادرة عن مختصين وخبراء ممارسين للتدريب فضلاً عن انها تتناول ممارسات خاطئة يجب تصحيحها.