� السؤال عليكم ورحمة الله..
أود أن استفسر عن كتاب سمعت عنه، وأنزلته من النت، ولكن عندما بدأت استرسل في القراءة فيه آثرت أن أسأل عن رأيكم في مضمون الكتاب، وهو كتاب [آذان الأنعام] لدكتور سوداني مقيم في لندن يسمى: عماد محمد بابكر حسن.
ما رأيكم في هذا الكتاب؟
وبارك الله فيكم، وأنار بالصالحات أيامكم.
✍ وعليكم السلام ورحمة الله..
كتاب [آذان الأنعام] هو كتاب جهالة وضلالة، ويشتمل على تلاعب بألفاظ القرآن الكريم، وإي والله إن هذا من أبطل الباطل، وأشد الإفك ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ﴾ [الأنعام: 93].
وبدعوى الحداثة يزعم صاحب الكتاب أن أبانا آدم -عليه السلام- قد تكون من مجموعة من المخلوقات الدنيا كانت قد تطورت إلى حال أقرب إلى حال الإنسان اليوم! لكن لم يكن لها عقل! ولذلك كانت تفسد في الأرض وتسفك الدماء بعد أن أصبحت تلك المجموعة آدم!! أي قابلة للتغيير، فجمعهم الله في وادي، وطورهم إلى إنسان عاقل بتدخل مباشر منه!
ويزعم هو بهذه التخرصات والأوهام أنه حل اللغز المفقود في نظرية داروين! ولو كان داروين نفسه حيًا لضحك من سذاجة وسخافة هذا الربط!
ونظرية داروين -في التطور والارتقاء- تخالف دين الإسلام جملة وتفصيلاً، والجمع بينها وبين ما جاء في القرآن الكريم هو جمع بين النقيضين، لا يجرؤ عليه إلا من طمس الله بصيرته، وأغلق عليه عقله؛ لأن القرآن قد أبدأ وأعاد في قصة خلق الإنسان، وبيّن بأن آدم -عليه السلام- إنما خلقه الله من تراب، وليس من خلية مخلوقة سابقًا!
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ﴾ [الحج: 5]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴾ [الحجر: 26].
ولذلك فإن التحذير من هذا الكتاب وأمثاله واجب، حتى لا تضل الأفهام بالأوهام، والله أعلم.
وكتبه جوابًا عن السؤال: محمد عبد الكريم الشيخ.