الحمد لله وبعد فعليكم السلام ورحمة الله
وبخصوص سؤالك ففي غسل الجمعة خلاف بين أهل العلم، فذهب قوم إلى أنه واجب بنحو حديث أبي سعيد المذكور وهو أقوى ما استدلوا به، وذهب الجمهور إلى أنه سنة مؤكدة، وتأولوا حديث أبي سعيد رضي الله عنه على أن المراد به اللزوم الدال على التأكيد من غير حتم، لحديث أبي هريرة عند ابن حبان وغيره وسنده جيد: “من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فدنا وأنصت واستمع، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا”، فلم يشترط لذلك غسلاً وهو يفيد إجزاء ذلك وحده عنه، وفي الباب أحاديث أخرى مرفوعة أدل على كون الغسل سنة، كحديث سمرة رضي الله عنه: “من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل”، لكن في ثبوته نزاع، وأيّا ما كان فالغسل والتطيب يوم الجمعة من العبادات معقولة المعنى، أما الطيب فكمال، وأما الغسل فقد يتعين وقد لا يتعين، فيتعين إذا كانت حال المرء تقتضيه، ويخشى أن يؤذي الناس بتركه، أما إذا كان نظيفاً فمثل هذا غاية ما يقال يندب الغسل في حقه زيادة في الطهر، وتنشيطاً للبدن، والله وأعلم.